شهدت جنازة أحمد الزفزافي، والد المعتقل السياسي ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، لحظات مؤثرة لم يرَها المشيعون كثيرًا من قبل. فقد رفع والد المعتقل السياسي محمد حاكي المحكوم بالسجن لمدة 15 سنة إلى جانب الزفزافي وباقي رفاقه، صورة ابنه عاليًا أمام الحضور، في مشهد يمزج الحزن الشخصي بالرسالة الصامتة.
رفع الصورة لم يكن مجرد فعل عاطفي، بل كان صرخة احتجاجية ضمنية كتذكير بأن المعتقلين السياسيين ليسوا مجرد أرقام، بل أبناء وإخوة وأحبة خلف القضبان، وأسرهم تعيش ألما يوميا لا يُحتمل. وكأن الأب يقول بصوت مكتوم: “أريد أن أحتضن ابني قبل فوات الآوان”.
هذا المشهد الرمزي يعكس بوضوح التوتر التاريخي بين المخزن وسكان الريف، حيث غالبا ما كان صوت الريف يُقابل بالقمع بدل الإصغاء.
جنازة أحمد الزفزافي، مع حضور هذا الفعل الرمزي، أعادت إلى الواجهة الصراع الطويل بين مطالب المجتمع الريفي والمخزن، وبين الحقوق المسلوبة والعدالة المنتظرة.
الجنازة لم تكن مجرد وداع لشخص، بل فضاء للتعبير عن الحزن الجماعي والرفض الصامت للظلم. رفع صورة المعتقل السياسي من طرف الأب وسط المشيعين يؤكد أن مطالب الحرية والعدالة في الريف لم تُنسَ، وأن الأسر التي فقدت أحباءها بسبب السجون السياسية لا تزال صامدة، حاملة رسالة إنسانية واضحة؛ هناك وجع حقيقي خلف قضبان السجون، وهناك أمل في العدالة والحرية.
هذا المشهد الرمزي يجسد الصمود الريفي ويطرح سؤالًا صريحا؛ هل هناك من يسمع أصوات هؤلاء الأسر، وهل سيستمر المجتمع والسلطات في تجاهل مطالبهم المشروعة، أم أن الزمن قد حان للإصغاء والاعتراف بحقوقهم؟
