عاد الجدل مجددًا حول مصير زعيم تنظيم داعش، “أبو بكر البغدادي”، الذي قُتل حسب الرواية الأمريكية في أكتوبر 2019 خلال عملية خاصة في إدلب شمال غرب سوريا. حينها، أعلنت واشنطن أن البغدادي فجّر نفسه بحزام ناسف، وأن هويته تأكدت فقط من خلال تحليل الحمض النووي (DNA). اللافت أن العملية لم تُرفق بأي صور موثقة للجثة، ما أبقى مساحة للتشكيك في تفاصيلها.
في تطور موازٍ، تصاعدت التساؤلات بعد تعيين شخصية تُدعى “أبو عائشة الشيباني” وزيرًا لخارجية سوريا في أواخر 2024. فالرجل لم يكن معروفًا على أي مستوى سياسي أو اجتماعي داخل البلاد، ولم يُذكر اسمه في الإعلام المحلي أو الدولي قبل هذا التاريخ. كما تشير بعض المصادر إلى أنه تلقى تعليمه في جامعة تركية، ما أضاف مزيدًا من الغموض حول خلفيته.
مؤخرًا، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقارنات بصرية بين صور الشيباني والبغدادي، سلطت الضوء على أوجه شبه لافتة بين الرجلين، ما أعاد إلى الواجهة فرضية “التدوير”، أي إعادة استخدام شخصية متطرفة بهوية جديدة ضمن مشروع سياسي أو أمني أكبر.
ورغم عدم وجود أي تأكيد رسمي لهذه الفرضية، إلا أن تزامن الغموض في اختفاء شخصية، وظهور أخرى بمسار غير تقليدي، يفتح الباب أمام أسئلة مشروعة. هل نحن أمام مجرد مصادفة، أم أن خلف الكواليس ما هو أبعد من الظاهر؟
تبقى هذه الأسئلة معلّقة حتى إشعار آخر، في ظل صمت رسمي مطبق، وتنامي نظريات تتجاوز حدود المألوف.
