شهدت قاعة البرلمان الهولندي أمس مشهدا لافتا خلال احتفالات “عيد الأمير”، وهو اليوم الذي يتزين فيه أعضاء البرلمان بأفخر الأزياء والملابس الرسمية، حيث ظهرت زعيمة حزب “من أجل الحيوان” بزيّ مستوحى من ألوان ثمرة البطيخ ، في رسالة تضامن واضحة مع الشعب الفلسطيني.
في الوقت الذي يركّز فيه أغلب النواب على إبراز إطلالات فاخرة في هذا اليوم التقليدي، اختارت السياسية الهولندية البارزة، المعروفة بمواقفها الصريحة والإنسانية، أن تستغل المناسبة لتوجيه رسالة سياسية ذات مغزى. إذ ارتبطت ثمرة البطيخ منذ عقود بالهوية الفلسطينية، وأصبحت رمزًا للتعبير عن التضامن مع غزّة ورفض محاولات طمس الرموز الوطنية.
لم يكن هذا الموقف الأول من نوعه بالنسبة لزعيمة الحزب، فهي تُعتبر واحدة من أبرز الأصوات السياسية الداعمة لقضايا حقوق الإنسان في هولندا. فقد عبّرت في مناسبات سابقة عن مواقف صادقة تجاه قضايا اللجوء، وأعلنت بوضوح تضامنها مع الشعب الفلسطيني، مستخدمة المنابر البرلمانية لتسليط الضوء على قضايا غالبًا ما يتم تجنّبها في الساحة السياسية الأوروبية.
أثارت إطلالتها ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون نموذجا لسياسي يتجاوز حدود البروتوكول لإيصال صوت القضايا العادلة، فيما أشاد آخرون بجرأتها في توظيف الرموز البسيطة لإيصال رسائل إنسانية مؤثرة.
بهذا الاختيار، أكدت زعيمة “من أجل الحيوان” أن الأزياء ليست مجرد وسيلة للتزيين أو لفت الأنظار، بل يمكن أن تتحول إلى أداة للتعبير عن الموقف السياسي والالتزام الأخلاقي. وفي لحظة احتفال وبهجة، نجحت في تحويل الأنظار إلى واحدة من أكثر القضايا مظلومية وسخونة على الساحة الدولية.
إطلالتها التي خطفت الأضواء لم تكن مجرد حدث عابر في “عيد الأمير”، إنما تجسيد لرؤية سياسية ترى أن المسؤولية الأخلاقية لا تغيب حتى في المناسبات الاحتفالية، وأن صوت الشعوب يمكن أن يصل من خلال أبسط الرموز وأكثرها صدقا.
