فقد المشهد السياسي المغربي، اليوم، أحد أبرز رموز اليسار الوطني، برحيل المناضل مصطفى براهمة، الكاتب الوطني السابق لحزب النهج الديمقراطي العمالي، الذي وافته المنية بعد مسار طويل من النضال السياسي والفكري، ظلّ خلاله صوتا صادقا ومدافعا شرساً عن قضايا الحرية والعدالة الاجتماعية.
عُرف الراحل بمواقفه الثابتة التي لم تتبدل رغم التحولات والصعوبات، وبإخلاصه العميق لقضايا الطبقات الكادحة والمهمشة، حيث ظلّ يرى في النضال وسيلة شريفة لانتزاع الحقوق، لا لتحقيق المكاسب الشخصية.
كان براهمة رمزا للنزاهة الفكرية والصلابة المبدئية، مؤمناً بأن الوطن لا يُبنى إلا على أسس الكرامة والحرية، وأن الدفاع عن الفقراء والمقهورين واجب لا يسقط بالتقادم.
وإلى جانب مساره السياسي المعروف، ترك الراحل أثراً إنسانيا كبيرا في محيطه، بما امتاز به من تواضع ونُبل واستقامة، فكان مثلاً للمناضل الصادق الذي يربط القول بالفعل، والفكر بالممارسة.
برحيل مصطفى براهمة، يفقد اليسار المغربي أحد أنبل مناضليه ورجالاته، وتفقد الحركة الديمقراطية أحد أكثر مناضليها إيماناً بقدرة الشعب المغربي على بناء وطن يسوده العدل والحرية.
