لاهاي/هولندا
في خطوة وُصفت بالمغامرة السياسية، انسحب حزب الحرية (PVV) اليميني المتطرف، بزعامة السياسي الهولندي خيرت فيلدرز قبل أشهر، من الائتلاف الحاكم في هولندا، إثر خلافات حادة داخل الحكومة حول سلسلة من إجراءات اللجوء الصارمة التي سعى فيلدرز إلى فرضها.
الانسحاب، الذي اعتقد زعيم الحزب أنه سيكون نقطة انطلاق نحو تعزيز موقعه السياسي، تحوّل إلى ضربة انتخابية قاسية، إذ أظهرت نتائج الانتخابات المعادة تراجع حزب الحرية من 37 إلى 26 مقعدًا في البرلمان الهولندي.
في المقابل، صعد حزب اليسار الديمقراطي (D66) بشكل لافت من 9 إلى 26 مقعدًا، في مؤشر على تحوّل مزاج الناخب الهولندي نحو القوى الوسطية واليسارية بعد شهور من التوتر السياسي والخطابات الشعبوية.
ويرى مراقبون أن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه فيلدرز تمثل في المبالغة بالثقة، إذ كان يعتقد أن الشارع الهولندي سيمنحه أغلبية مطلقة بعد انسحابه، ليتمكن من تشكيل حكومة جديدة وتولي منصب رئيس الوزراء.
لكن النتائج أظهرت أن الناخب الهولندي “عاقب” الحزب على الاضطرابات السياسية والخطاب الإقصائي الذي رافق حملاته.
ويقول الخبير السياسي الهولندي “هانس دوفمان” إن نتائج الانتخابات “تعكس رغبة واضحة لدى المجتمع في العودة إلى الاستقرار، ورفض التجاذبات التي غذتها الأحزاب اليمينية المتشددة”.
ومع خسارته للمقاعد وتراجع نفوذه داخل البرلمان، يبدو أن فيلدرز يعيش اليوم أصعب لحظاته السياسية منذ عقدين، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى إعادة تشكيل الائتلاف الحكومي بوجوه جديدة قد تُنهي مرحلة من الجدل حول الهوية والهجرة.
