إدريس عدار / المغرب
يُجسد أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي) ورئيس الأمر الواقع بدمشق، مصداقا لنبوءة يوسف القرضاوي، الرئيس الأسبق للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي اعتبر “الجهاديين” في سوريا مثل نسمات الهواء العليل على إسرائيل.
وكان الشيخ يوسف القرضاوي، قال في خطبة الجمعة بالدوحة يوم 28 أبريل 2013 “نشكر أمريكا التي سمحت أخيرا ببعض الأسلحة للشعب السوري” مضيفا “أن أمريكا تخاف على إسرائيل، أي أنه إذا نجحت الثورة في سوريا سوف يذهب هؤلاء إلى إسرائيل” معقبا بحزم “من أين جئتم بهذا الكلام، تخاف أمريكا على إسرائيل من نسمات الهواء العليل”.
واستحضر القرضاوي بيتا لأحد الشعراء “خطرات النسيم تجرح خديه. ولمس الحرير يدمي بنانه”، هكذا تخاف أمريكا على إسرائيل، ولم تفعل ما فعلت في ليبيا، عندما وقفت تدافع عن الليبيين، كان على أمريكا أن تدافع عن الشعب السوري. وترجى القرضاوي أمريكا أن تقف “وقفة الرجولة، وقفة لله، وقفة للخير، وقفة للحق”.
وقال القرضاوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من العاصمة القطرية، الدوحة 31/4/2013 “النصيريون أكفر من اليهود ولو كنت قادرا لقاتلت بالقصير”.
وفي هذا الشأن لقد قام الجولاني بكل نبوءات القرضاوي، فهو نسمة عليلة بالنسبة لإسرائيل، ونفذ مجازر في حق العلويين النصيرية ستبقى دماء أصحابها في رقبة هذا المفتي.
عندما سألت الوشانطن بوست الجولاني عن نزع السلاح جنوب دمشق كما تريد إسرائيل قال”الحديث عن منطقة منزوعة السلاح بالكامل سيكون صعبًا، لأنه في حال حدوث أي نوع من الفوضى، فمن سيحميها؟ إذا استُخدمت هذه المنطقة منزوعة السلاح من قبل بعض الأطراف كمنصة انطلاق لضرب إسرائيل، فمن سيكون مسؤولًا عن ذلك؟”.
وأضاف “أعتقد أن الحل الأمثل هو أن تُشرف القوات الأميركية الموجودة في سوريا على دمج قوات سوريا الديمقراطية في قوات الأمن التابعة للحكومة المركزية. وستكون مهمة حماية الأراضي السورية من مسؤولية الدولة”.
وأوضح أن إسرائيل شنت أكثر من ألف غارة جوية في سوريا منذ الثامن من كانون الأول/ديسمبر، شملت قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع. لكن لأننا نريد إعادة إعمار سوريا، لم نردّ على هذه الاعتداءات.
إنّ التقدم الذي أحرزته إسرائيل في سوريا لا ينبع من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية.
لطالما ادعت إسرائيل أن لديها مخاوف بشأن سوريا لأنها تخشى التهديدات التي تمثلها الفصائل الإيرانية وحزب الله . نحن من طردنا تلك القوات من سوريا”.
وزاد قائلا “نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطًا طويلًا في طريق التوصل إلى اتفاق. لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل الانسحاب إلى حدودها التي كانت قائمة قبل الثامن من دجنبر”.
ومنذ أن تم التمكين لهيئة تحرير الشام والسيطرة على السلطة في دمشق والجولاني يقول إنه لن يحارب إسرائيل بل إنها استفادت من طرده لإيران والحزب، وتعتبر دمشق اليوم ساقطة عسكريا لغياب أية وسيلة للدفاع.
فعلا لقد حقق الجولاني تلك النبوءة التي أطلقها الشيخ القرضاوي، ولم تعد السلطة في سوريا اليوم بحاجة إلى السلاح للحرب ولكن فقط السلاح للحكم والسيطرة وقمع السوريين من كافة الطوائف باستثناء الطائفة الأموية (وهي بالمناسبة طائفة غير سنية).
