خنيفرة/المغرب
في تحرك احتجاجي سلمي يعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان المناطق القروية بإقليم خنيفرة، خرجت عشرات النساء من دوار تاعبيث، التابع لجماعة الهري، صباح اليوم الخميس، في مسيرة على الأقدام نحو مقر عمالة الإقليم، للمطالبة بتحسين أوضاع العيش وفك العزلة عن منطقتهم.
ورفعت المشاركات شعارات تطالب بـ ربط الدوار بشبكة الصرف الصحي، وتوفير الماء الصالح للشرب، وتأهيل الطرق والمسالك، وضمان النقل المدرسي والخدمات الصحية الأساسية. وقد قطعت النسوة مسافات طويلة تحت ظروف مناخية صعبة لإيصال صوتهن إلى المسؤولين.
وقالت إحدى المحتجات في تصريح صحفي إن “الساكنة ضاقت ذرعا من الوعود غير المنجزة، وتعيش تهميشا مزمنا حرمها من أبسط شروط الحياة الكريمة”، مضيفة أن “المسيرة جاءت بعد مراسلات متكررة دون استجابة حقيقية”.
وحاولت السلطات المحلية عرقلة تقدم المشاركات في المسيرة، غير أنهن تمسكن بالوصول إلى مقر العمالة لتسليم ملف مطلبي يتضمن أبرز حاجيات الدوار، في مقدمتها البنية التحتية والخدمات الأساسية.
من جهتهم، عبّر عدد من الفاعلين والنشطاء عن تضامنهم مع نساء الدوار، معتبرين أن هذه المبادرة السلمية “تجسد قوة المرأة القروية وإصرارها على المطالبة بحقوقها المشروعة”، ودعوا السلطات إلى التعامل بجدية مع الملف والاستجابة لمطالب الساكنة.
وتندرج هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحركات الاجتماعية التي تعرفها دواوير الأطلس المتوسط والتي تقودها نساء المنطقة، في ظل غياب مشاريع التنمية وشروط العيش الكريم وانعدام الخدمات العمومية في المناطق الجبلية والنائية.
