زندام/ هولندا
أصدرت محكمة هولندية حكمًا لافتا يقضي بتعويض ميكانيكي يبلغ من العمر 34 عامًا بنحو 19 ألف يورو، بعد فصله من عمله خلال الأيام الثلاثة الأولى من فترة التجربة، على خلفية مطالب دينية اعتبرتها الشركة “غير مناسبة”.
العامل كان قد التحق بشركة متخصصة في مكافحة الحرائق في مدينة زاندام وسط هولندا. وخلال الأيام الأولى، أبلغ صاحب العمل بحاجة إلى الصلاة مرة أو مرتين يوميًا، إضافة إلى رغبته في عدم العمل داخل مزارع الخنازير لأسباب دينية.
الشركة رأت أن هذه المطالب “لا تتماشى مع طبيعة العمل”، معتبرة أن توفير مكان للصلاة غير عملي، كما أن تجنّب العمل في مواقع محددة ومنها مزارع الخنازير التي تُعد من عملاء الشركة، يحدّ من قدرته على تنفيذ المهام المطلوبة.
وبعد ثلاثة أيام فقط، تم إنهاء عقده خلال فترة التجربة.
العامل تقدّم بدعوى قضائية، مؤكدًا أن فصله كان بسبب دينه، بينما حاولت الشركة الدفاع بالقول إنه “متشدد” ويضع شروطًا تعرقل سير العمل.
غير أنّ المحكمة رفضت هذا الطرح، واعتبرت أن الشركة تعاملت مع معتقدات الموظف بطريقة تمييزية، ولم تُبد أي محاولة لتكييف ظروف العمل أو إيجاد حلول وسط معقولة، وهو ما يشترطه القانون الهولندي عند التعامل مع الاحتياجات الدينية للموظفين.
وبناء عليه، رأت المحكمة أنّ قرار الفصل غير قانوني.
ألزمت المحكمة الشركة بدفع عدة أنواع من التعويضات، رغم أن الموظف عمل فعليًا ثلاثة أيام فقط، وتشمل؛ تعويضا انتقاليا، أجر فترة الإخطار، وتعويضًا إضافيًا عن الفصل التعسفي. ليصل مجموع المبالغ إلى قرابة 19 ألف يورو.
يحمل الحكم دلالات لافتة في سوق العمل الهولندي، ويؤكد أنّ الحرية الدينية حق محمي بقوة في أماكن العمل، ويشدد على أن صاحب العمل ملزم بالتفاوض وتهيئة ظروف معقولة قبل اتخاذ قرار بالفصل. فيما يعكس اتجاه المحاكم نحو الردع عندما يتعلق الأمر بالفصل التعسفي المبني على معتقدات شخصية أو دينية.
القضية تبرز أيضًا أن فترة التجربة لا تمنح صاحب العمل حق الفصل دون حدود، خصوصا عندما يتعلق الأمر بتمييز مبني على خصائص محمية قانونيًا.
