هيئة التحرير
حين أقول إن مصر مستهدفة اليوم في هذا التوقيت الخطير، لا أتحدث دفاعًا عن السيسي أو “أشكال السيسي”، بل أطرح قراءة موضوعية لواقع معقد وخطير.
ما يبدو للعيان كأنه نصرة لغزة – وهي تستحق النصرة فعلا – يخفي في العمق حملة منهجية لاستهداف الدولة المصرية: جيشها، ومؤسساتها، واستقرارها، باعتبارها آخر جدار قائم في المنطقة بعد أن سقطت جدران كثيرة في رياح الخراب.
من المهم أن نُفرق بين النظام السياسي في مصر – الذي يحق لأي أحد انتقاده – وبين الدولة المصرية ككيان وطني. ومن الخطأ القاتل أن يقع البعض، بحسن نية أو بسوءها، في فخ خلط الأوراق.
إن من أبرز أدوات هذا الاستهداف اليوم هو مشروع جماعة الإخوان المسلمين، الذين لم يتوقفوا يوما عن العمل لإسقاط الدولة المصرية، لا من أجل حرية ولا عدالة، بل لخدمة مشروع أكبر تُدار خيوطه من غرف سوداء في الخارج.
هذه الجماعة لعبت دور رأس الحربة في تنفيذ مخطط صه.يوأميركي لتفكيك المنطقة، بدأ مع ليبيا وسوريا واليمن، ومرّ عبر استهداف الجيوش الوطنية، تحت شعارات الثورة والحرية، لينتهي في واقع من الفوضى، السلاح، الميليشيات، والاحتراب الأهلي.
لماذا مصر؟ لأن مصر هي القلب الذي إن توقف، ماتت المنطقة كلها. ولأن جيشها هو آخر جيوش الدول ذات السيادة في الشرق الأوسط، بعد أن تم تحييد العراق وسوريا وليبيا.
من هنا، لا يجب أن ننخدع بمن يدعون الدفاع عن غزة وهم في الواقع يوجهون سهامهم نحو القاهرة. هؤلاء لا يريدون تحرير فلسط.ين، بل يريدون تكرار سيناريو التفكيك الذي دمّر دولً بأكملها، ويأملون أن تنزلق مصر إلى المصير ذاته.
