شهد إقليم الحسيمة مأساة إنسانية جديدة بعدما فارق طفل من تماسينت يبلغ من العمر سنتين الحياة في الطريق نحو مدينة وجدة، على بعد حوالي 300 كيلومتر من الحسيمة، عقب عجز الأطقم الطبية بمستشفى محمد السادس عن تشخيص حالته وإنقاذه.
وحسب معطيات من عائلته، فقد أُدخل الطفل إلى المستشفى الإقليمي طلبًا للعلاج، غير أن غياب وسائل التشخيص والتجهيزات الطبية اللازمة دفع الأطباء إلى توجيهه صوب المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة. وفي منتصف الرحلة، توقف قلب الطفل، ليفارق الحياة قبل وصوله إلى هناك.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ واجهت أسرة الضحية صعوبات إضافية على مستوى تسلّم الجثة، في مشهد أثار استياء واسعا وسط الساكنة المحلية، التي اعتبرت أن هذه الحوادث تعكس “حجم التهميش والفساد وضعف الخدمات الصحية بالإقليم”.
حيث فرضت على هذه العائلة المكلومة بمدينة الناظور دفع مبالغ مالية لنقل جثمان الطفل إلى مسقط رأسه بتماسينت، رغم توفر سيارات إسعاف مخصّصة لهذه المهمة بشكل مجاني.
وتجدد هذه الحوادث مطالب فعاليات مدنية وحقوقية بضرورة التدخل العاجل لإصلاح المنظومة الصحية بالإقليم، ومحاسبة المتورطين في ما اعتبروه “إهمالا مؤسسيا يهدد حياة المواطنين”.
