بين أمواج المتوسط، تبحر اليوم امرأة مغربية في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة، حاملة رسالة تضامن صامتة وقوية. إنها جميلة العزوزي، الوجه النسائي المغربي الذي اختار الصمت كنهج للنضال، ليترك أثرًا ملموسًا في دعم حراك الريف ودعم عائلات المعتقلين.
جميلة العزوزي، المشاركة في هذه المبادرة التضامنية، لم تكن غريبة عن التضحية والعمل الميداني. سنوات من الكفاح الصامت في دعم جراك الريف أكسبتها سمعة الناشطة الصامتة، التي تقدم الدعم النفسي والمادي لعائلات المعتقلين، وتساهم في إبراز مطالب المجتمع المدني دون ضجيج إعلامي.
صمتها وهدوءها لا يعني غياب تأثيرها، بل على العكس، فهو أقوى أدواتها في التأثير، إذ يبرز عملها كرمز للوفاء للقيم والحقوق، وللإصرار على العدالة الاجتماعية. حضورها بين أبناء مجتمعها وفي أسطول التضامن العالمي، يذكرنا بأن النضال الحقيقي لا يحتاج إلى أضواء الكاميرات، بل إلى أثر مستمر وملموس.
جميلة العزوزي، ناشطة مغربية، تُجسّد نموذجاً نضالياً يعكس عمق الالتزام الشعبي المغربي بالقضية الفلسطينية. من خلال مشاركتها في “أسطول الصمود” المتجه نحو غزة، تؤكد العزوزي في حوار لها أن التحرر لا يُمنح، بل يُنتزع، وأن الشعوب الحرة لا تنتظر، بل تبادر.
مشاركتها كممثلة للوفد المغربي في هذا الأسطول تأتي، كما تقول، شرفاً ومسؤولية، وتعبيراً صادقاً عن رفض الشعب المغربي للحصار المفروض على غزة، وإدانته للصمت الرسمي تجاه جرائم الحرب والتهجير والتجويع. حضورها هو امتداد لحراك شعبي مستمر داخل المدن المغربية، حيث يُعبّر المواطنون عن تضامنهم مع فلسطين من خلال الوقفات والمظاهرات اليومية.
قرارها بخوض هذه المغامرة، رغم كل ما ينطوي عليها من مخاطر، ينبع من قناعة راسخة بعدالة القضية الفلسطينية، ومن إحساس داخلي بضرورة الوقوف إلى جانب المظلومين. وتُقارن بين ما قد يواجهه المشاركون، وبين واقع الغزيين اليومي من قصف وجوع وحصار، فتؤكد أن التضحيات التي تقدمها القافلة لا تُقارن بمعاناة الفلسطينيين.
رحلة الاستعداد كانت استمرارية لتجارب سابقة في العمل الميداني والتضامني. من بين تلك التجارب، تنسيقها لمسيرة الأحرار في المغرب، وسفرها إلى مصر للمشاركة، قبل أن تُمنع من الدخول ويتم ترحيلها من مطار القاهرة. غير أن ذلك لم يزدها إلا إصراراً، فكانت من بين أول من ساهموا في انطلاق التنسيق العالمي لهذه المبادرة الجديدة لكسر الحصار عبر البحر.
من خلال مشاركتها، تريد العزوزي إيصال رسالة للعالم مفادها أن الشعوب الحرة لا تكتفي بالفرجة، بل تتحرك وتخاطر وتناضل. وتؤكد أن غزة لا تحتاج إلى مزيد من الخطابات، بل إلى أفعال حقيقية تُوقف الألم وتكسر الحصار.
جميلة العزوزي، بصوتها وموقفها وخطوتها الشجاعة، تُمثل جيلاً مغربياً لا يزال يعتبر أن فلسطين قضيته، وأن طريق الحرية يمر عبر الموقف والعمل، لا عبر الانتظار.
