وجّه المناضل اليساري عزيز المنبهي رسالة إلى رفيقاته ورفاقه بتاريخ 19 غشت 2025 قبل رحيله بأيام، أعلن فيها عن تحسّن وضعه الصحي، وعبّر عن امتنانه لكل من تواصل معه واطمأن عليه. المنبهي شدّد في رسالته على تشبّثه بخط الحركة الماركسية اللينينية منذ سبعينيات القرن الماضي، مع تأكيد مواقفه من قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الشعوب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية…
نص رسالة الرفيق عزيز المنبهي .
لقد تحسّن وضعي الصحي اليوم، وأغتنم هذه المناسبة لأوجّه شكري العميق لكل الرفيقات والرفاق وكل من سأل عني واطمأن على صحتي. ومع ذلك أخاطبكم، رفيقاتي ورفاقي، وفاءً لتجربة نضالية جماعية عاشها الشعب المغربي وللتضحيات الجسام التي قدّمها مناضلوه من أجل الحرية والانعتاق من الاستبداد والاستغلال.
رفيقاتي ورفاقي،
أكتب إليكم هذه الكلمات لأؤكد من جديد تشبّثي بالخط الثوري الماركسي اللينيني وقادة البروليتاريا (ماركس، انجلز، لينين، ستالين، ماوتسي تونغ….) الذي تبنيناه منذ السبعينات، خط الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية عن طريق حرب التحرير الشعبية، بقيادة حزب العمال والفلاحين باعتبارهم القوة الاجتماعية القادرة على إسقاط الاستغلال الطبقي وبناء المجتمع المنشود.
رغم محاولات النظام القائم شراء الذمم وتزيين وجهه الدموي عبر ما سُمّي بـ”الإنصاف والمصالحة”، تمسكنا بمواقفنا الثورية، وظللنا أوفياء لدماء الشهداء وخطهم الثابت. كما تصدّينا لمحاولات جرّ خط منظمة إلى الأمام نحو المهادنة، وفضحنا الذين حوّلوا إرث الحركة الماركسية اللينينية إلى وسيلة للارتزاق والتسلق.
إن نضالنا لم يكن محصورًا في المغرب وحده، بل كان أمميًا. لقد اعتبرنا القضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية، ووقفنا بوجه الإمبريالية والصهيونية والرجعية التي سعت إلى إبادة شعب فلسطين وتصفية قضيته. وما زلنا نفضح تواطؤ النظام القائم في المغرب مع هذه القوى.
كما أن موقفنا من قضية الصحراء الغربية ظل ثابتًا: الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. إيماننا كان وما يزال أن لا تحرر للشعب المغربي دون الاعتراف بحقوق الشعوب التوّاقة إلى التحرر.
رفيقاتي ورفاقي،
نستحضر اليوم دماء شهدائنا الأبرار: سعيدة المنبهي، رمز المرأة المغربية المناضلة، وعبد اللطيف زروال، وكل شهداء الشعب المغربي الذين سقوا بدمائهم درب الكفاح، دون أن ننسى المعتقلين والمختطفين والمنفيين، والتي كان لنا نصيب منها.
إنني من موقعي اليوم أوجّه ندائي إلى الرفيقات والرفاق:
إن درب الثورة لم يُغلق. إن المهام المطروحة على الأجيال الصاعدة تستوجب التشبّث بنظرية الطبقة العاملة وتطوير أدوات النضال الثوري بما ينسجم مع المرحلة.
عاش الشعب المغربي منبعًا للثوار
عاشت نضالات الشعوب
عاشت نضالات البروليتاريا العالمية
عزيز المنبهي – 19/08/2025
