كشف تحقيق مطول نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أن المغرب يمر بمرحلة حساسة مع تقدم الملك محمد السادس في العمر، وسط تزايد التساؤلات حول حالته الصحية والتحضيرات التدريجية لخلافته.
الملك البالغ 62 عامًا يظهر بين الحين والآخر ضعيفا جسديًا، كما بدا في صلاة عيد الأضحى الأخيرة في مسجد تطوان، بينما أظهرت مشاهد أخرى نشطة له على متن جت سكي قرب شاطئ كابو نيغرو، ما يطمئن الرأي العام على قدرته على ممارسة نشاطاته.
وفي إطار التحضير لخلافة العرش، بدأ التركيز يتجه نحو الابن الأكبر، الأمير الحسن، البالغ 22 عامًا، الذي بدأ يمثل والده في مناسبات دولية محدودة، أبرزها لقاؤه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في نوفمبر 2024. وقد تم تعيينه أيضًا كـ«عقيد أول» في الجيش الملكي، كخطوة أولى في مسار تدريجي لتأهيله للحكم.
ورغم ذلك، لا يزال تمثيل المغرب في المناسبات الدولية موزعًا بين أفراد آخرين من العائلة الملكية، في محاولة للحفاظ على توازن رمزي وتجنب أي إشارات مبكرة للانتقال الفعلي للسلطة.
وأشار التحقيق إلى أن العلاقات الشخصية للملك مع بعض الرياضيين المغاربة من ألمانيا أثارت جدلا واسعًا داخل النخبة التقليدية، ما دفع القصر إلى الحد من ظهورهم العلني واستبدالهم بشخصيات أكثر تحفظا.
كما بدأت تظهر أخته الصغرى، الأميرة خديجة، 18 عاما، في المناسبات الرسمية، بما يعكس صورة عائلة ملكية متماسكة ومستعدة لمواجهة المرحلة المقبلة.
ويختم التحقيق بأن المغرب يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، من بينها الهجرة الداخلية، البطالة، والتفاوتات الاجتماعية، ما يجعل استمرار القيادة الفعالة أمرا حيويا خلال هذه المرحلة الانتقالية.
