الرباط / المغرب
دخل قرار إداري جديد لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية حيّز التنفيذ رسمياً، يقضي بـ منع تامّ ومطلق لتدخل حراس الأمن الخاص (السيكيريتي) في عملية توجيه أو استقبال المرضى والمرتفقين داخل المستشفيات.
ويأتي هذا القرار في إطار عملية شاملة لإعادة تنظيم خدمات الاستقبال بالمؤسسات الاستشفائية، وذلك ضمن خطط إصلاح القطاع الصحي وتحسين جودة خدماته. وأكدت الوزارة في مراسلتها الأخيرة الموجّهة إلى المدراء الجهويين للصحة ومديري المجموعات الصحية الترابية أن مهام التوجيه والاستقبال هي مهام مهنية متخصصة تتطلب تكويناً خاصاً، ولا يجوز بأي حال من الأحوال إسنادها إلى عناصر تابعة لشركات الأمن أو النظافة أو الصيانة.
وكانت الوزارة قد لاحظت أن بعض عناصر شركات الأمن كانت في بعض المستشفيات تقدم توجيهات للمرتفقين أو تساعدهم في التنقل بين الأقسام، وهو ما اعتبرته الإدارة خارج نطاق مهامهم المهنية. ووفق القرار الجديد، فإن مهام حراس الأمن تقتصر على ضبط النظام والأمن الوقائي داخل المستشفى، دون أي اتصال مباشر بعملية توجيه أو استقبال المرضى، لضمان أن تكون هذه العملية متخصصة ومهنية وموحدة.
كما نص القرار على أنه لا يجوز لأي جهة أو فرد آخر غير الفرق المكلفة رسمياً بالاستقبال أن تتدخل في هذه المهمة. وقد دعت الوزارة إلى تعيين فرق استقبال مؤهلة في جميع نقاط الدخول والخدمات ذات الضغط العالي، مع التأكيد على استمرارية الخدمة وضمان عدم ترك أي نقطة استقبال شاغرة أثناء ساعات العمل.
وشددت الوزارة على تعيين مسؤول إداري داخل كل مستشفى لمتابعة عمل فرق الاستقبال والتأكد من تطبيق التعليمات بدقة، وذلك لضمان سير العملية بشكل منظم وتحقيق أهداف القرار الإداري. ويأتي هذا الإجراء ضمن رؤية الوزارة لتقديم استقبال أكثر إنسانية، محترف، بما يعزز ثقة المرتفقين في المؤسسات الصحية ويقلل من التوتر الناتج عن سوء التوجيه أو غياب المعلومات.
ويؤكد القرار على أن أي مخالفة أو تجاوز من قبل عناصر الأمن في مهام التوجيه ستعرض المخالف للمساءلة الإدارية، وهو ما يرسّخ مبدأ التخصص والحد من التدخلات غير المهنية داخل المستشفيات. وتعتبر الوزارة هذا الإجراء خطوة أساسية نحو تحسين تجربة المريض وتحديث الخدمات الصحية.
