عماد العتابي
في زمنٍ تزدحم فيه المنصات، وتتنازع فيه الروايات، وتُخنق فيه الحقيقة تحت ركام المصالح، يُولد “صدى الحقيقة” كمنبر مختلف، لا يطمح للسبق فقط، بل يسعى للصدق. لا يريد أن يكون الأعلى صوتا، بل الأصدق نبرة والأعمق أثرا.
اليوم، نضع أول حرف في صفحة جديدة من الحكاية. حكاية ليست عنا، بل عنكم. عن الناس، عن أولئك الذين طال صمتهم، أو فُرض عليهم، عن الذين لم يجدوا وسيلة لإيصال صوتهم، فاختفى وجعهم خلف جدران الصمت، وتاهت حكاياتهم في هوامش النسيان.
“صدى الحقيقة” ليس مجرد موقع إخباري نُضيفه إلى قائمة طويلة، بل هو وعد، بأن يكون هناك دائما من يُصغي، من يكتب، من يُدقق، من يُعيد ترتيب الأولويات لتكون الناس أولا، والحقيقة أولا، والعدالة الصوت الذي لا يخفت.
من أين نبدأ؟
نبدأ من حيث يبدأ الألم. من القرى المنسية، من الأحياء المهمشة، من القضايا التي تُقصى لصالح عناوين براقة لكنها فارغة. نبدأ من الناس: من وجوههم، من تفاصيل حياتهم اليومية، من الأسئلة التي لا يجرؤ كثيرون على طرحها، ومن الإجابات التي لا يُراد لها أن تُقال.
نبحث عن الحقيقة لا لنزعم امتلاكها، بل لنمنحها فرصة أن تُقال. نمنحها منبرا يعكس صوتها، ويُضخم صداها، في مواجهة ضجيج التزييف والتحريف.
لا ندّعي الحياد بين الظالم والمظلوم، ولا نرضى بالموضوعية الباردة في حضرة الألم والظلم. انحيازنا مُعلن: مع الناس، مع العدالة، مع الحرية، مع ما هو إنساني قبل كل شيء.
ما نعد به:
نعدكم بأن نكون أكثر من مجرّد ناقل للأخبار. نعد بأن نكون منصة تحترم عقول قرّائها، تُصغي قبل أن تكتب، وتتحقق قبل أن تنشر.
نعدكم بأننا لن نُساوم، ولن نُجامل، ولن نكون صدىً للسلطة، بل صدى لمن لا سلطة لهم إلا صوتهم.
سنكون معكم، سنكتب بلسانكم لا عنكم. سنبحث عن الحقيقة في الظلال، ونكشفها مهما كلف الثمن.
“صدى الحقيقة” مشروع لا يكتمل من دونكم.
قصصكم هي محتواه الحقيقي، وهمومكم هي بوصلته، ورؤاكم هي وقوده.
نطلق اليوم أولى كلماتنا، ونحن نُدرك حجم الأمل المعلق، ووزن المسؤولية الملقاة. لكننا نؤمن أن لكل حقيقة صدى، ولكل صوت صادق طريق، ولكل وجع إنساني حقّ أن يُقال، ويُروى، ويُفهم.
هذه ليست بداية موقع فقط، بل بداية موقف. موقف اختار أن لا يصمت، ولا يُزيّف، ولا يكتفي بالتفرّج.
مرحبًا بكم في “صدى الحقيقة”…”صوت يُسمع وحقائق تُروى”
