سامي ملوكي
منذ اندلاع الأحداث في سوريا، برز موقف جماعة العدل والإحسان كمعارض واضح للدولة السورية، الدولة التي كانت دائما داعما رئيسيا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية. هذا الانحياز يثير تساؤلات حول دوافع الجماعة: هل هو غباء سياسي أم خيانة صريحة لمبادئ المقاومة والوطن؟
على النقيض، كان ما يسمى بالثورة السورية يعبر في مواقفه عن دعم لأعداء سوريا، بل وصل الأمر ببعض أطرافها إلى المطالبة بتدخل دولي على غرار ليبيا. منذ عام 2011، أصبح الطابع الخياني لهذه الثورة واضحًا، حيث شارك زعيم مجلس المعارضة، الأتاسي، في مؤتمر نهاريا بينما كان يعالج جرحى الجماعات الإسلامية المسلحة في مستشفيات العدو، في سلوك يثير القلق حول الولاءات الحقيقية لهذه “الثورة”.
وفي الوقت نفسه، احتفل بعض “ثوار إدلب” بالقصف الإسرائيلي على سوريا، ما يعكس تناقضًا صارخا بين شعارات الثورة وما يحدث على أرض الواقع. هذا الواقع يجعلنا نستنتج أن هذه الثورة كانت في جوهرها زواجًا مشبوهًا بين الإسلاموية والصهيونية، وهو تحالف يحمل في طياته تهديدًا واضحًا للدولة السورية وللمقاومة التي دعمتها لعقود.
سقوط سوريا في أيدي هذه القوى التكفيرية لن يكون مجرد سقوط سياسي، بل سيكون سقوطًا لدولة كرست كل إمكانياتها لدعم المقاومة ومواجهة الاحتلال. وعليه، فإن من يضحك على شعار “ثورة” يجب أن يعيد النظر في ما يجري على أرض الواقع.
